63 ـ أرنست رينان (1823 ـ 1892)

مؤرخ وفيلسوف فرنسي.

ولد في قرية تريجييه، في منطقة بروتاني. واختفى والده الذي كان يتعاطى الكحول في ظروف غامضة عام 1828م. وتابع أرنست رينان دراسة الأكليريكية، ليصبح كاهناً. وفي عام 1838م اختاره الأب دوبانلو ليكون أحد الشبان الريفيين الذين تختارهم الكنيسة لمتابعة دراستهم الأكليريكية في باريس. إلا أن أرنستو لم يروق له الدراسة الأدبية والإنسانية. واهتم بالفلسفة. ودرس اللغة العبرية للتشكيك ببعض نصوص العهد القديم، وبتحقيق بعض النبوءات الواردة في العهد الجديد، وأصبح يجد صعوبة في الاعتقاد بصحة المعجزات. وبعد أن قرأ باسكال واقتنع بالحجج التي يسوقها لصالح المسيحية، سيم كاهناً في عام 1845م، إلا أنه سرعان ما لمس ضحالة هذه الحجج فلم يعد مؤمناً بخلود النفس، وبوجود الله على الأرجح، وبالطبيعة الإلهية للمسيح. وعانى أزمة إيمان، أدّت به إلى الارتداد عن عقيدته الكاثوليكية. فقرر الانفصال عن الكنيسة والتخلي عن صفته الكهنوتية، عام 1845م. وأكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريا، ثم الإجازة في الفلسفة.

بعد ثورة فبراير 1848م، وأحداث يونيه الدامية اهتم بالسياسة، وانحاز إلى جانب الشعب. وكان يحلم بفجر مرحلة جديدة. وشهد أول صعود للمد الاشتراكي ويرى فيه بداية إيمان مسيحي جديد.

تميّزت بحوثه بالنزعة العقلانية وبالإيمان بالعلم. زار لبنان في مهمة آثارية (1860)، ثم عرّج على فلسطين (1861)، بحثاً عن مادة أصيلة لكتابه الأشهر: "حياة يسوع" (1863).